Breaking News

7 أبريل يوم الصحة العالمي 2013





لدكتورة مارغريت تشان
المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية
يوم الصحة العالمي 2013: الأخبار
عند حدوث الطوارئ أو الكوارث، تزهق معظم الأرواح أو يتم إنقاذها عقب الحدث مباشرةً. ويعول الناس على المستشفيات والمرافق الصحية في الاستجابة لهذه الأحداث بسرعة وكفاءة، بوصفها شريان الحياة للبقاء والعمود الفقري للدعم
وتتفاقم المأساة الناجمة عن الكوارث وحالات الطوارئ الكبرى بل وتتعاظم عندما تخفق المرافق الصحية في أداء عملها. فعند انهيار المستشفى أو توقُّفه عن أداء مهمته، قد تزهق الأرواح التي تعتمد على رعاية الطوارئ، ناهيك عن أن تعطُّل الخدمات الروتينية قد يكون مميتاً.
ففي حالات الطوارئ الكبرى كتلك الناجمة عن الزلازل أو الفيضانات، فقدت بعض البلدان بالفعل نحو 50% من قدرات المستشفيات فيها، في الوقت الذي كانت تمس فيه الحاجة إلى خدمات إنقاذ الحياة.
فبغض النظر عما يسفر عنه انهيار المرافق الصحية إبّان الطوارئ من زيادة المعاناة وإزهاق الأرواح، فإنه قد يثير صرخة عامة مدوية ولاسيَّما إذا ما ظهرت شكوك في انتهاك قوانين الأبنية أو ثبت أن البناء قد شابه القصور.
ولامراء في أن مثل هذه المخاوف العامة لها ما يسوغها تماماً. فكما ستوضِّح هذه الوثيقة، فإن تكلفة بناء مستشفى جديد يمكنه تحمُّل آثار الزلازل والفيضانات أو الرياح العاتية بعكس ما نتوقع ميسورة للغاية، بل إن تكلفة إجراء تعديلات جديدة على المرافق الحالية للحفاظ على استمرارها في تقديم الخدمات في الأوقات العصيبة قليلة للغاية. كما أن إدماج التأهُّب للطوارئ وإدارة المخاطر في خطط المستشفى الميدانية لا يتكلف شيئاً تقريباً.
وفي إطار الاحتفال بيوم الصحة العالمي هذا العام، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تبنِّي سلسلة من أفضل الممارسات التي يمكن تنفيذها في أي مكان مهما كانت موارده، للحفاظ على سلامة المستشفيات أثناء الطوارئ. فبغض النظر عن اختيار المكان المأمون والهيكل المرن، فإن التخطيط الجيد، واتِّخاذ تدابير الطوارئ مسبقاً، قد يساعد في الحفاظ على الوظائف الحيوية الماسّة. وتتراوح التدابير المجرَّبة بين نُظُم الإنذار المبكر والتقييم البسيط لسلامة المستشفيات؛ وبين حماية المعدات والإمدادات، وتأهيل العاملين لمعالجة الإصابات الجماعية واتباع تدابير مكافحة العدوى.
فأنواع الطوارئ المختلفة تحدث نماذج نمطية للإصابات مثل إصابات السحق أثناء الزلازل، وانخفاض الحرارة أثناء الفيضانات، وهي تحتاج إلى توفير الاحتياجات المرتبطة بها من تدريب وإمدادات، مما يشير إلى إمكانية التنبؤ بهذه الاحتياجات مسبقاً، وتصميم سُبُل تيسير القدرة على سرعة التعامل مع هذه الحالات.
وغني عن البيان أنه من الفطنة أن نفكر ونخطط للمستقبل. إذ إن العالم برمته يشهد زيادة مطردة في عدد حالات الطوارئ والكوارث. ومن المؤكَّد أن هذا الاتجاه آخذ في الاستمرار نظراً لما يفرضه التحضُّر من تكديس الناس في أماكن غير مأمونة، ولما يحمله تغيُّر المناخ في طياته من ظواهر مناخية وخيمة أكثر شدة وتكراراً. ومن ثـَمَّ فعلينا أن نتوقَّع زيادة عدد المناطق التي ستصبح عرضةً للكوارث.
فقد أظهرت تجارب غفيرة، المنافع الجمّة التي تتحقَّق حتى على الصعيد السياسي، عندما تبقى المستشفيات صامدة لتقوم بوظائفها كمنارة للأمن والتضامن في خضم اليأس والكوارث. ويجب علينا ألا ننسى أن المستشفيات والمرافق الصحية تمثِّل استثماراً مهماً. فالحفاظ على سلامتها في حالات الطوارئ يحمي هذا الاستثمار ويزود عن صحة وسلامة الأفراد مناط اهتمامنا جميعاً. 

ليست هناك تعليقات