غرائب العصر أن تقرر اسبانيا منح الجنسية
إسبانيا تمنح الإقامة والجنسية لأي يهودي يثبت أن أجداده طردوا منها قبل 500 عام.
من غرائب العصر أن تقرر اسبانيا منح الجنسية وحق الإقامة في إسبانيا لاي يهودي يمكنه أن يثبت أن أجداده طردوا من اسبانيا قبل 500 عام بعد أن هزمت جيوش فردناند وإيزابيلا على آخر إمارات المسلمين في الأندلس. وقد تقدم لنيل الجنسية حتى الآن 6000 يهودي، منهم عضو في الكونجرس. ولا حديث طبعا عن العرب يمكنهم أن يثبتوا أن أصولهم تعود الى أجداد طردوا في نفس المرحلة من الأندلس وتعرضوا لاضطهاد كاضطهاد اليهود. لماذا؟ لا تسأل عن ذلك أبدا؟ فمن حق الدول أن تمنح جنسيتها لمن تشاء، والعدالة ليست مبدءا في التعامل بين الشعوب. يبيعون ذلك فقط كلاما للعرب. وبإمكانك أن تصرخ: عنصرية! نفاق! وغير ذلك. وسيكون الصراخ في مكانه. ولكن هذا لن يفيد. لن يفيدنا سوى أنفسنا. لن يفيدنا سوى دول يتوق المرء ان يكون مواطنا فيها.
أما أن توافق إسرائيل، وأميركا وأوروبا في أثرها أن "يُمنح" الفلسطينين الذين طردوا من ديارهم قبل 65 عاما حق العودة والإقامة في وطنهم، وهو حق وليس منة، فهذا ليس شرطا على الإطلاق. بالعكس تجري محاولة إسرائيلية في الأمم المتحدة لنفي صفة "لاجيء" عن أبنائهم.
العتصرية هي الوجه الآخر للتنوير الأوروبي، لا شك في ذلك.
للمفكر العربي : الدكتور عزمي بشارة
ليست هناك تعليقات