Breaking News

تعريف بوجلود بيلماون الباطنة


بوجلود مهرجان احتفالي ينظم كل سنة يومي 11 و12 ذي الحجة إلى ما يليها..الاعداد للمهرجان يبتدىء مع اقتراب موعد عيد الاضحى حيث تتكون لجنة تتكلف بجمع التبرعات المالية والعينية من السكان كافة.. وتشرف على الاعداد للمهرجان بالتعاقد مع (المعلمين) الغياظة والطبالة.. وترتيب مواد المهرجان وفقراته.. والاتفاق مع الاشخاص الذين سيمثلون دور بوجلود والبوليس والمهنيين وغيرهم........... تطوعا.يوم العيد ينشغل السكان بنحر الاضحية وتبادل التهاني.. ويومي 2 و3 بعد العيد تكون الفرجة.. الواقع ان استمرار مثل هذا الحفل منذ قرون يعبر على ان اسلافنا كانوا اكثر تذوقا منا للانماط الفنية التعبيرية الراقية مثل الغناء والتمثيل..

مدينة الدشيرة الجهادية أو بكين المغرب – نظرا للكثافة البشرية الكبيرة التي تميزها، الأولى وطنياحسب الإحصائيات – هي مدينة لا تنام، ممتلئة صباح مساء، وهي عاصمة هذا التقليد الذي سنتحدث عنه.نعم عاصمة بوجلود أو بيلماون... وإن ظلت تحتفل به منذ مئات السنين عدة مناطق مغربية تمتد شمالا وجنوبا..يأتون من جميع الأنحاء لحضور الكرنفالات. وكم هائل من الجماهير والسياح ينتظرون هذا الكرنفال بل ويشاركون مع أولاد المدينة في بعض الأحيان في التنظيم..
لم يغب الكرنفال في عيد الأضحى أبدا فهو دائما يضيف رونقا خاصا لعيد الأضحى المبارك خاصة في بعض المناطق المعينة والتي لا تزال محافظة على هويتها.
يوم العيد يصلي الناس صلاة العيد.
ثم يرجعون للنحر.
أولا يأكلون القطبان أي الشواء وفي الغداء التقلية...على الساعة 5 مساءا يبدأ الاحتفال ويخرج الصغير والكبير من أجل زيارة الأقارب و صلة الرحم ويستغل الأطفال هذه الزيارات ويخرجون مع أطفال الأقارب ويخرج الشباب من أجل مشاهدة الكرنفال
الذي يستمر الى غاية 10 ليلا ويوم العيد مخصص لتقديم الكرنفالات المشاركة فقط.

يتميز هذا المهرجان بمشاركة الجمعيات المحلية التي تؤطره وأغلب هذه الجمعيات أمازيغية وتكون حاضرة بقوة من خلال الشعارات والرسائل والرايات الأمازيغية وتطالب عبر هذه الرسائل بالنهوض بالثقافة الأمازيغية.
ورغم أن فقهاء الدين يقولون إن هذا العمل (لبس جلد الخروف) يتنافي مع الشرع لأن في ذلك تشويها لصورة الإنسان التي خلقه الله عليها إلا أن أصحابه أبوا التخلي عنه.

وفي اليوم التالي.. اليوم الثاني من العيد تبدأ الاحتفالات الرسمية من 3 مساءا الى غاية 10ليلاحتى اليوم الثالث والرابع وفي اليوم الخامس ينتهي الكرنفال و تختم كل المجموعات الحاضرة بطقوس فنية رائعة.

ويطلق اسم (بوجلود) على من يرتدي هذا الزي كما يقومون بطلاء الوجه اما بصباغتها او وضع الفحم الاسود بعد دقه ومزجه بالزيت ليعطي بريقا على الوجه ويخفي ملامح الشباب حتى لا يتمكن الاخرون من معرفته والفرار منه ويحمل بوجلود في يده اما حزاما جلديا او رجل الخروف لتصبح أداته لضرب الناس، فيطاردهم وكأنه يطردهم من مجاله وهي تعبير قديم جدا مورس ثقافيا لمواجهة الغزو العربي لبلاد تامازغا ولازال مستمرا حتى اليوم.. حيث يمثل بوجلود دور الباحث عن المحتل العربي لضربه حتى يترك البلاد.

وموازاة مع هذا المهرجان تنشط التجارة ومعاملات البيع والشراء وفي المناطق القروية يتم إنشاء سوق تقليدي تباع فيه بعض المحاصيل والخضر والفواكه الناضجة بحسب موقع المهرجان من السنة الفلاحية.. كما تباع بكثرة ألعاب الأطفال والآلات الموسيقية المحلية كالطبلة والطعريجة والدربوكة.

ويستمر هذا المهرجان أحيانا لاسبوع فترى البهجة بكل حي والاطفال يركضون في الشوارع ويجتمع الكل مساء حول الفرق الموسيقية الامازيغية والكناوية و كل بوجلود وترى البعض يضحك والاخر يركض هربا من بوجلود الذي قد يكون صاحبه فيهرب منه خوفا من الضرب.. واحيانا يجتمع اكثر من بوجلود واحد على شخص فيشبعونه ضربا غير مبرح طبعا لكن الغريب ان الامر اصبح معتادا عليه ولا يمكن تصور العيد بدون هذه الاحتفاليات وفعلا يعتبر مهرجانا او كرنفالا محليا ذا أهمية بالغة عند السكان ولا تزال مدن عديدة تضج بالناس والزوار والسياح وهي مناطق تعرف إقبالا منقطع النظير بحيث يصعب على الواحد أن يستمتع بالمشاهدة إذا لم يحضر في الوقت المبكر.

ليست هناك تعليقات