حقائق الإسرائيلي و تخوفهم المستقبلية
الربيع العبري: -هل هو حركة اجتماعية أصيلة تؤسس لاستمرار هذا الكيان أم هي نتيجة حتمية لمجتمع غير متجانس يتجه نهو التفكك والسقوط:لن أنسى ما تمناه أحد قادة جماعات الاقتحام في الجيش العربي السوري، أشعل سيجارته وراح يدخن محدقاً في الأفق وبدأ بالكلام: كم هو أمرٌ رائع أن أقود جماعة اقتحام على جبهة الجولان .. جماعة أكبر من هذه التي أقودها الآن مع تغطية جوية وتمهيد مدفعي دقيق .. بساعتين بيكون الجولان محرر ، يا سلام ..وصفن مرة أخرى في الأفق كأنه يتخيل أجواء المعركة.
هكذا يفكر رجال الجيش العربي السوري حتى أنه لم يذكر تفاصيل عمليات القتال التي دارت ذلك اليوم لأنه اعتبرها عادية وجزء من عمل يؤديه. إنه يحلم بحلم أكبر وليس هذا الذباب الذي يكشه داخل سوريا شيء يستحق الوقوف عنده.. إنه يحلم بتحرير الجولان.
تحدث هذا القائد عن أشياء كثيرة : عن المعارضة الوطنية وعن تاريخ الحركات الاسلامية المسلحة وكيف يصنع من الملتحقين الجدد بجماعته رجالاً حقيقين لا يخشون الموت.. أنها طرق تنم عن ذكاء وحنكة.
العروبي الذكي المراقب لما يعاني منه الكيان الصهيوني هذه الأيام سيوزع شتائمه هنا وهناك لتطال كل أشباه الرجال والأعراب والمستعربين لتفويتهم فرصة ذهبية للانقضاض على الكيان الصهيوني واسترجاع الكرامة التي فقدها هؤلاء منذ زمن طويل. بل ما يجعل الإنسان الصالح يصاب بالحرقة هو تكالبهم على تدمير سوريا قائدة جبهة المواجهة والمقاومة وإشغال الجيش العربي السوري بمقاتلين "جهاديين" انسلوا من كل حدب وصوب عّل رجال الجيش السوري يقتلونهم ويرسلوهم لملاقاة حور العين. جمدوا عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي يا ويلهم من غضب نبي عاشق فهل لو عرفوا أن النبي العربي الكريم محمد عندما كان فتىً قدم إلى أرض الشام برفقة عمه التاجر وفتن جمالاً وهو ينظر إلى سهولها وجبالها وأنهارها وطلب من ربه أن يبارك أرض أحبها، و كان أول من نبأه بنبوته الراهب السوري بحيرا الحوراني ولم ينس أن يوصي عمه بأن يحذر عليه من اليهود. فهل كانوا يرتدعون عما فعلوه.
دمشق التي كانت تحكم الفردوس الضائع (الأندلس) من أحد قصورها بينما كان المستعربون يريقون دم بعضهم لقصيدة قالها شاعر صعلوك في فتاة من قبيلة أخرى.كم كان جميلاً ورائعاً ورجولياً لو اتفق العرب على إعلان الحرب على إسرائيل لأنها تمر في أسوأ أيامها باعتراف كل المراقبين والخبراء لماذا تفوت هذه الفرصة لماذا لا يدعمون الجيش العربي السوري بهذا المال الذي يغدقونه على الملتحين من الحركات الوهابية التكفيرية لقتال الجيش السوري لماذا يستهدفون خيرة رجالاته هل لأنهم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.. يستهدفون ضباطه وعقوله المفكرة وعناصر النخبة فيه بطرق خبيثة تنم عن معدن هؤلاء.
هذه دراسة عن المشكلات الاقتصادية وتبعاتها على الكيان الصهيوني:
هكذا يفكر رجال الجيش العربي السوري حتى أنه لم يذكر تفاصيل عمليات القتال التي دارت ذلك اليوم لأنه اعتبرها عادية وجزء من عمل يؤديه. إنه يحلم بحلم أكبر وليس هذا الذباب الذي يكشه داخل سوريا شيء يستحق الوقوف عنده.. إنه يحلم بتحرير الجولان.
تحدث هذا القائد عن أشياء كثيرة : عن المعارضة الوطنية وعن تاريخ الحركات الاسلامية المسلحة وكيف يصنع من الملتحقين الجدد بجماعته رجالاً حقيقين لا يخشون الموت.. أنها طرق تنم عن ذكاء وحنكة.
العروبي الذكي المراقب لما يعاني منه الكيان الصهيوني هذه الأيام سيوزع شتائمه هنا وهناك لتطال كل أشباه الرجال والأعراب والمستعربين لتفويتهم فرصة ذهبية للانقضاض على الكيان الصهيوني واسترجاع الكرامة التي فقدها هؤلاء منذ زمن طويل. بل ما يجعل الإنسان الصالح يصاب بالحرقة هو تكالبهم على تدمير سوريا قائدة جبهة المواجهة والمقاومة وإشغال الجيش العربي السوري بمقاتلين "جهاديين" انسلوا من كل حدب وصوب عّل رجال الجيش السوري يقتلونهم ويرسلوهم لملاقاة حور العين. جمدوا عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي يا ويلهم من غضب نبي عاشق فهل لو عرفوا أن النبي العربي الكريم محمد عندما كان فتىً قدم إلى أرض الشام برفقة عمه التاجر وفتن جمالاً وهو ينظر إلى سهولها وجبالها وأنهارها وطلب من ربه أن يبارك أرض أحبها، و كان أول من نبأه بنبوته الراهب السوري بحيرا الحوراني ولم ينس أن يوصي عمه بأن يحذر عليه من اليهود. فهل كانوا يرتدعون عما فعلوه.
دمشق التي كانت تحكم الفردوس الضائع (الأندلس) من أحد قصورها بينما كان المستعربون يريقون دم بعضهم لقصيدة قالها شاعر صعلوك في فتاة من قبيلة أخرى.كم كان جميلاً ورائعاً ورجولياً لو اتفق العرب على إعلان الحرب على إسرائيل لأنها تمر في أسوأ أيامها باعتراف كل المراقبين والخبراء لماذا تفوت هذه الفرصة لماذا لا يدعمون الجيش العربي السوري بهذا المال الذي يغدقونه على الملتحين من الحركات الوهابية التكفيرية لقتال الجيش السوري لماذا يستهدفون خيرة رجالاته هل لأنهم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.. يستهدفون ضباطه وعقوله المفكرة وعناصر النخبة فيه بطرق خبيثة تنم عن معدن هؤلاء.
هذه دراسة عن المشكلات الاقتصادية وتبعاتها على الكيان الصهيوني:
أزمة المسكن، انخفاض النمو الاقتصادي، انخفاض الصادرات، انتشار الفقر والبطالة، الفساد الاقتصادي الكبير و... هي تحديات جدية ماثلة أمام الكيان الصهيوني وقد سمعنا كثيراً عن القوة الاقتصادية لهذا الكيان لكن ....
إضرام النيران المتكرر من قبل بعض المحتجين واندلاع مظاهرات حاشدة في الأراضي المحتلة يظهر بشكل واضح كيف تتفاقم أزمة هذا الكيان وتتسع.
انقضى العام الأول على بداية اندلاع الحركات الاحتجاجية في إسرائيل وقد دخلت هذه الاحتجاجات مرحلة جديدة.
"موشيه سلمان" الطبيب الإسرائيلي الذي أضرم النار في جسده أجج موجة جديدة من الاحتجاجات والامتعاض الشعبي في إسرائيل. وقبل مراسم تشييع الطبيب قام أحد المحاربين القدامى في الجيش الإسرائيلي بإضرام النار في نفسه ليصل عدد الأشخاص الذين أحرقوا أنفسهم خلال هذه المدة إلى 11شخصا. المظاهرات التي أقيمت في الذكرى السنوية لاندلاع الاحتجاجات أظهرت السخط الشعبي المتصاعد في الأراضي المحتلة.
أدرك زعماء الكيان الصهيوني جيداً حقيقة أن الاحتجاجات الحالية تختلف عما كانت عليه العام الماضي وأن تصاعد نطاق الاستياء الشعبي سيخلق تهديدات كبيرة لهذا الكيان. لذلك يسعى المسؤولين جاهدين للحد من انتشار رقعة الاحتجاجات. ولهذا أيضاً قال "نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة له أن ما أقدم عليه "موشيه" يسمى "تراجيديا شخصية".ويذكر أن هناك عدد أخر هددوا بالانتحار احتجاجاً على الوضع الحالي.
إضرام النيران المتكرر من قبل بعض المحتجين واندلاع مظاهرات حاشدة في الأراضي المحتلة يظهر بشكل واضح كيف تتفاقم أزمة هذا الكيان وتتسع.
انقضى العام الأول على بداية اندلاع الحركات الاحتجاجية في إسرائيل وقد دخلت هذه الاحتجاجات مرحلة جديدة.
"موشيه سلمان" الطبيب الإسرائيلي الذي أضرم النار في جسده أجج موجة جديدة من الاحتجاجات والامتعاض الشعبي في إسرائيل. وقبل مراسم تشييع الطبيب قام أحد المحاربين القدامى في الجيش الإسرائيلي بإضرام النار في نفسه ليصل عدد الأشخاص الذين أحرقوا أنفسهم خلال هذه المدة إلى 11شخصا. المظاهرات التي أقيمت في الذكرى السنوية لاندلاع الاحتجاجات أظهرت السخط الشعبي المتصاعد في الأراضي المحتلة.
أدرك زعماء الكيان الصهيوني جيداً حقيقة أن الاحتجاجات الحالية تختلف عما كانت عليه العام الماضي وأن تصاعد نطاق الاستياء الشعبي سيخلق تهديدات كبيرة لهذا الكيان. لذلك يسعى المسؤولين جاهدين للحد من انتشار رقعة الاحتجاجات. ولهذا أيضاً قال "نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة له أن ما أقدم عليه "موشيه" يسمى "تراجيديا شخصية".ويذكر أن هناك عدد أخر هددوا بالانتحار احتجاجاً على الوضع الحالي.
مرد الاستياء وحالة عدم الرضى:
انطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات الإسرائيلية في شهر تموز2011 بالتزامن مع الحراك الشعبي في الدول العربية حتى أطلق بعضهم على هذه الاحتجاجات اسم (الربيع العبري). كان الشعار الرئيسي للمحتجين في ذاك الوقت الحصول على المساواة الاجتماعية. وقد سميت الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في العام الماضي في مختلف مدن إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا وأورشليم و بئرالسبع بالمظاهرات المليونية. بالرغم من أن بعض المصادر تقول أن عدد المشاركين في التظاهرات بلغ مئات الآلاف فقط. لكن الشيء الذي لا خلاف عليه أن هذه التظاهرات لا سابق لها في تاريخ هذا الكيان منذ تأسيسه وحتى الآن. ومن الجدير ذكره أن استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة المؤيدين والمتعاطفين مع هذه التظاهرات بلغ 90% من سكان الأراضي المحتلة.
هناك أسباب كثيرة أدت إلى تشكل الحركة الاحتجاجية في إسرائيل، هذه الظاهرة كما كل الظواهر الاجتماعية الأخرى لها أبعاد متعددة ويمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، وبنظرة أولى يمكن دراسة دور المشكلات الاجتماعية.. كالتفكك القومي واختلافات الهوية الاجتماعية الإسرائيلية، كما يمكن أن تكون المسائل السياسية والصراع في بنية السلطة في الكيان الصهيوني سبباً في حالة الاستياء الشعبي.
دون شك أن المحرك الرئيسي لاندلاع الاحتجاجات يجب البحث عنه في المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي لأن أغلب المطالب الشعبية التي طرحت في التظاهرات كانت تتمحور حول قلق المحتجين من ارتفاع نفقات المعيشة وانخفاض الرواتب في القطاع الخاص وعدم فعالية نظام الرفاه والنظام المالي وغيره.في الوقت الراهن يمر اقتصاد الكيان الصهيوني في حالة غير مستقرة. وقبل مدة كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت": "تقريباً كل المعطيات والبيانات الاقتصادية سجلت انخفاضاً بلغ نقطة".
يؤكد البرفسور "أومر موآو" الأستاذ الجامعي في الجامعة العبرية والمستشار الاقتصادي السابق لوزير المالية يؤكد أن العوامل الاقتصادية والحياتية كارتفاع نفقات المعيشة والعبء المالي الكبير المترتب على الطبقة المتوسطة كان لها دور كبير في اندلاع الاحتجاجات كما يعتبر أن مشكلة الاقتصاد الأعقد تكمن في الرقابة غير الكافية على الأقسام المختلفة لاقتصاد هذا الكيان.
مشكلات الاقتصاد الإسرائيلي:
1-ارتفاع نفقات المعيشة:
يمكن القول أن أهم عامل أدى إلى اشتعال شرارة الاحتجاجات يكمن في ارتفاع نفقات المعيشة كارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكلفة الخدمات، وحسب التقارير فقد ارتفعت أسعار الكهرباء والماء والاتصالات بشكل كبير و فرضت ضرائب كثيرة أثقلت كاهل الناس، ويقال أن هذا الكيان يفرض أشد نظام ضريبي في العالم لأن الحكومة تعتمد بشكل كبير على إيرادات المواطنين، فحسب سكان الأراضي المحتلة فإن يد الحكومة دائماً موجودة في جيوب المواطنين.
أحد مشكلات المعيشة الرئيسية في الأراضي المحتلة والتي تحصد القسم الأكبر من مداخيل الطبقة المتوسطة هي أزمة المسكن وارتفاع قيمة أجور المسكن. حسب مركز الإحصاء في إسرائيل فإن أجرة المنزل من 2005-2011 ارتفعت بمعدل وسطي وصل إلى 34%. وتظهر هذه الإحصائيات أنه بالرغم من وعود حكومة نتنياهو بتحسين وضع المسكن لكن لم يحدث شيء حتى الآن.
2-انخفاض النمو الاقتصادي:
تظهر الإحصاءات أن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت السبب في جعل نمو الاقتصاد الإسرائيلي يعاني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام2012 ركوداً لم يعانيه طيلة الأعوام الثلاثة الأخيرة. وقد وصل نمو الاقتصاد الإسرائيلي خلال الأشهر الثلاثة الأولى إلى 2.7% قياساً بالعالم الماضي حيث كان 2.9%. في حين أن الخبراء الاقتصاديين حذروا من وخامة الوضع الاقتصادي الإسرائيلي في الأشهر الثلاث من النصف الثاني من عام 2012. من جهة أخرى انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل من 1.8 في مطلع 2011 إلى 0.8 في مطلع 2012 وما يزال في طور الانخفاض.
3-انخفاض الصادرات:
تشمل الصادرات ما مجموعه 40% من الحركة الاقتصادية الإسرائيلية وخلال الأشهر الأولى من العام الحالي وللمرة الثالثة على التوالي ينخفض المعدل إلى 2.5%. وتبلغ نسبة صادرات إسرائيل إلى أوربا (التي تعاني من ركود اقتصادي) تقريباً 35% و الـ 25% الباقية يتم تصديرها إلى أمريكا التي تواجه أزمة اقتصادية أيضاً، كما أدت المخاوف من انخفاض معدل النمو الاقتصادي إلى أن يخفض البنك الإسرائيلي للمرة الثانية الفائدة في أواخر شهر حزيران.
4-انتشار الفقر والبطالة:
"استنلي فيشر" رئيس البنك المركزي الإسرائيلي خلال انعقاد مؤتمر في جامعة بار ايلان تحت عنوان الغموض العالمي والسياسة الاقتصادية الإسرائيلية قال: "هناك مشكلة كبيرة تعم إسرائيل وهي مشكلة الفقر وحلها يعتبر من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي".
خلال السنوات الأخيرة ازادت بشكل كبير الطبقة التي تعيش تحت خط الفقر حيث كانت في2001 تشكل نسبة 18% من الإسرائيليين وفي 2011 وصلت النسبة إلى 23.6%.
والجدير بالذكر أن الطبقة الفقيرة في هذا الكيان ليست متوزعة بشكل متساوي بين المجموعات الاجتماعية والعرقية حيث أن 60% من الطبقة الفقيرة من سكان الأراضي المحتلة هم من العرب اليهود ويهود الحريديم (أصوليون يقيمون طقوسهم الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية وهم النسخة السلفية في الدين اليهودي) وتشكل هاتين المجموعتين 25-28% من التعداد الكلي لسكان إسرائيل. من جهة أخرى وطبق أخر إحصاء فإن الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء. المعدل الجيني هو المقياس المتعارف عليه لقياس هذه الهوة حيث وصلت من 35.5 في2001 إلى 39.2في 2008 واستناداً على إحصاءات مركز الاحصاء الرسمي في هذا الكيان فإن معدل البطالة في إسرائيل ارتفع من 5.4% في العام الجاري ليصل إلى 6.7% في وسط العام نفسه وهذا رقم غير مسبوق منذ أواخر 2010 وحتى الآن.
5-ارتفاع الدين الخارجي:
تصاعد معدل الديون الخارجية لإسرائيل بشكل تدريجي منذ عام 2000 حتى الآن، ووصل حجم الدين في عام 2011 إلى 89.68 مليار دولار حيث سجلت زيادة 4.7% نسبةً بعام 2000.
6-تفشي الفساد الاقتصادي:
هبطت إسرائيل في جدول ترتيب الفساد لعام 2011 إلى المرتبة 36. وكانت تعد في 2010 الدولة الثلاثين في معدل الفساد على مستوى العالم حيث وصلت بعد سقوطها 6 مراتب إلى المرتبة 36. وهي أدنى مرتبة يصل إليها هذا الكيان منذ تاريخ دخوله إلى مؤشر منظمة الشفافية الدولية. وتعتبر إسرائيل أكثر دولة في الشرق الأوسط ينتشر فيها الفساد متقدمة على الديكتاتوريات العربية مثل قطر والسعودية اللتان تحتلان المراتب 22و28 في مؤشر الفساد. وأحد المطالب الرئيسية التي يطالب بها الناشطين في الحركة الاحتجاجية في إسرائيل هي رقابة أكثر على المؤسسات ومنع المحسوبيات ويعتبرون الفساد أحد الأسباب الرئيسية للظلم الاجتماعي.
قال أمون ديك ((Amnon Dick العضو في منظمة الشفافية الدولية في إسرائيل: ينبغي قرع جرس الخطر في وجوه السياسيين والمسؤولين في هذا البلد بعد التصنيف المحبط لإسرائيل والدرجة التي حصلت عليها. كما تبدو إسرائيل اليوم أقذر من السابق لدى المنظمات الدولية الهامة وهذا سيوجد لها صعوبات اقتصادية.
مستقبل إسرائيل الاقتصادي:
كما يشاع فإن بعض المشكلات التي يعاني منها الكيان الصهيوني تتمثل في استمرار أزمة الرأسمالية في أوربا وأمريكا والتي انتقلت بالتدريج وأثرت على الاقتصاد الإسرائيلي المرتبط بعلاقات واسعة مع الغرب. بحث الاحصاءات الاقتصادية في هذا الكيان يؤيد الكلام الذي ذكرناه سابقاً. لذلك مع تصاعد الركود الاقتصادي واتساع الأزمة الاقتصادية في أوربا فإن الإسرائيليين سينتظرون ظروفاً اقتصادية صعبة.لكن ليست هذه كل المشكلات هناك قسم أخر من المشكلات الاقتصادية الإسرائيلية ناشئ عن الميزانيات المخصصة للجيش وتأمين أمن المستوطنات. باعتراف مركز الدراسات الإسرائيلية "ادفا" فإن النفقات التي تخصصها الحكومة الإسرائيلية لتأمين أمن كل فرد من سكان المستوطنات هي أكثر بمعدل 23% من النفقات المخصصة للناس العاديين.
طرحت هذه القضية في توصيات تقرير الهيئة التي تدعى "تراختن برك"، تشكلت هذه الهيئة العام الماضي بعد ظهور الاضطرابات الشعبية، وظيفتها إجراء مفاوضات مع المجموعات المختلفة وإعداد فهرس بالمطالب التي يمكن تحقيقها لعرضها على الفريق المتشكل من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى في مكتب رئيس الوزراء. وكان أحد أهم توصيات التقرير النهائي الذي أعدته هذه الهيئة يتعلق بـ "خفض الميزانية العسكرية".
على ما يبدو ونظراً لرفض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين هذه التوصية فإن هذا الأمر لن يحدث أبداً. في الواقع تحولات الصحوة الإسلامية وسقوط حلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة جعل هذا الكيان يشعر بقلق أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للوضع الأمني والعسكري. من جهة أخرى السياسة التي ينتهجها نتنياهو في تضخيم التهديد الإيراني لن يكون أمراً مساعداً في خفض الميزانية العسكرية، لذلك مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي ليس له وجهة واضحة ولا يستطيع هذا الكيان أن يأمل بمساعدات من أوربا وخصوصاً من أمريكا، فهذه المرة حلفائهم يعانون من مشكلات اقتصادية متصاعدة ومتسارعة.
من المسلم به أن الاقتصاد يشكل حيزاً هاماً في قوة أي دولة أو نظام والمشكلات الاقتصادية تؤدي إلى خسارة المقدرة والقوة التي تملكها أي دولة. وإسرائيل ليست مستثناة من هذه القاعدة.
الأزمة الرأسمالية في الغرب لن تتوقف عند سقوط بعض الحكومات ومن الممكن أن يكون لهذه القضية في إسرائيل تبعات كبيرة وعلى نطاق واسع.
منذ تأسيسها أكدت إسرائيل دوماً على إيجاد مناخ مناسب لمواطنيها وخلق رغبة لدى اليهود في العالم للهجرة إلى فلسطين المحتلة وتعتبر هذه اللاءات من القواعد الرئيسية للحفاظ على هذا الكيان واستمرار وجوده. لكن الظروف الحالية ومن خلال دومينو إضرام النار في أجساد المحتجين تحولت إلى تحدي جدي لهذا الكيان. بالإضافة إلى أن المجتمع الإسرائيلي يواجه ظروف متصاعدة من اليأس وفقدان الأمل نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة.
أحد استطلاعات الرأي الأخيرة حول أسباب اليأس وفقدان الأمل تظهر أن 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأوضاع الاقتصادية هي السبب الرئيسي لتفشي حالة اليأس المتصاعدة بين سكان الأراضي المحتلة .
لذا فإن الصهيونية هي فلسفة مبنية على وجود دولة يهودية تدعو اليهود من كل أنحاء العالم للهجرة إلى أرض فلسطين، و إن أي تحرك يخالف هذا الهدف كترك اليهود لإسرائيل أو عودة المهاجرين الذين قدموا من قبل إلى إسرائيل إلى أوطانهم الأصلية، هي حقيقة تتضاد مع أمال وأهداف الصهيونية.
نظرة بسيطة على معدل الهجرة إلى إسرائيل والذي بدأ بمطلع عام2008 يظهر انخفاض رغبة اليهود بالهجرة إلى أرض الميعاد كما يسوق لأرض فلسطين المحتلة. ولا يشكل هذا الأمر من حيث الايدولوجيا والقوام البشري تحدي مهم فقط بل يمكن عدّه تهديد أمني أيضاً ويضع هذا الكيان في منحدر السقوط.
النقطة المهمة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار في دراسة احتجاجات الإسرائيليين تصنيفها على أنها حركة اجتماعية لا تنحصر بالمشكلات الاقتصادية فقط بل يجب أن ننظر من خلال المطالب الاقتصادية إلى الجذور العميقة لهذه الاحتجاجات. لذلك لفهم صحيح لهذه الاحتجاجات يجب عدم إغفال القضايا السياسية والاجتماعية.
تُرجم عن: برهان
الجمل : قسم الترجمة
انطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات الإسرائيلية في شهر تموز2011 بالتزامن مع الحراك الشعبي في الدول العربية حتى أطلق بعضهم على هذه الاحتجاجات اسم (الربيع العبري). كان الشعار الرئيسي للمحتجين في ذاك الوقت الحصول على المساواة الاجتماعية. وقد سميت الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في العام الماضي في مختلف مدن إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا وأورشليم و بئرالسبع بالمظاهرات المليونية. بالرغم من أن بعض المصادر تقول أن عدد المشاركين في التظاهرات بلغ مئات الآلاف فقط. لكن الشيء الذي لا خلاف عليه أن هذه التظاهرات لا سابق لها في تاريخ هذا الكيان منذ تأسيسه وحتى الآن. ومن الجدير ذكره أن استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة المؤيدين والمتعاطفين مع هذه التظاهرات بلغ 90% من سكان الأراضي المحتلة.
هناك أسباب كثيرة أدت إلى تشكل الحركة الاحتجاجية في إسرائيل، هذه الظاهرة كما كل الظواهر الاجتماعية الأخرى لها أبعاد متعددة ويمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، وبنظرة أولى يمكن دراسة دور المشكلات الاجتماعية.. كالتفكك القومي واختلافات الهوية الاجتماعية الإسرائيلية، كما يمكن أن تكون المسائل السياسية والصراع في بنية السلطة في الكيان الصهيوني سبباً في حالة الاستياء الشعبي.
دون شك أن المحرك الرئيسي لاندلاع الاحتجاجات يجب البحث عنه في المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي لأن أغلب المطالب الشعبية التي طرحت في التظاهرات كانت تتمحور حول قلق المحتجين من ارتفاع نفقات المعيشة وانخفاض الرواتب في القطاع الخاص وعدم فعالية نظام الرفاه والنظام المالي وغيره.في الوقت الراهن يمر اقتصاد الكيان الصهيوني في حالة غير مستقرة. وقبل مدة كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت": "تقريباً كل المعطيات والبيانات الاقتصادية سجلت انخفاضاً بلغ نقطة".
يؤكد البرفسور "أومر موآو" الأستاذ الجامعي في الجامعة العبرية والمستشار الاقتصادي السابق لوزير المالية يؤكد أن العوامل الاقتصادية والحياتية كارتفاع نفقات المعيشة والعبء المالي الكبير المترتب على الطبقة المتوسطة كان لها دور كبير في اندلاع الاحتجاجات كما يعتبر أن مشكلة الاقتصاد الأعقد تكمن في الرقابة غير الكافية على الأقسام المختلفة لاقتصاد هذا الكيان.
مشكلات الاقتصاد الإسرائيلي:
1-ارتفاع نفقات المعيشة:
يمكن القول أن أهم عامل أدى إلى اشتعال شرارة الاحتجاجات يكمن في ارتفاع نفقات المعيشة كارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكلفة الخدمات، وحسب التقارير فقد ارتفعت أسعار الكهرباء والماء والاتصالات بشكل كبير و فرضت ضرائب كثيرة أثقلت كاهل الناس، ويقال أن هذا الكيان يفرض أشد نظام ضريبي في العالم لأن الحكومة تعتمد بشكل كبير على إيرادات المواطنين، فحسب سكان الأراضي المحتلة فإن يد الحكومة دائماً موجودة في جيوب المواطنين.
أحد مشكلات المعيشة الرئيسية في الأراضي المحتلة والتي تحصد القسم الأكبر من مداخيل الطبقة المتوسطة هي أزمة المسكن وارتفاع قيمة أجور المسكن. حسب مركز الإحصاء في إسرائيل فإن أجرة المنزل من 2005-2011 ارتفعت بمعدل وسطي وصل إلى 34%. وتظهر هذه الإحصائيات أنه بالرغم من وعود حكومة نتنياهو بتحسين وضع المسكن لكن لم يحدث شيء حتى الآن.
2-انخفاض النمو الاقتصادي:
تظهر الإحصاءات أن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت السبب في جعل نمو الاقتصاد الإسرائيلي يعاني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام2012 ركوداً لم يعانيه طيلة الأعوام الثلاثة الأخيرة. وقد وصل نمو الاقتصاد الإسرائيلي خلال الأشهر الثلاثة الأولى إلى 2.7% قياساً بالعالم الماضي حيث كان 2.9%. في حين أن الخبراء الاقتصاديين حذروا من وخامة الوضع الاقتصادي الإسرائيلي في الأشهر الثلاث من النصف الثاني من عام 2012. من جهة أخرى انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل من 1.8 في مطلع 2011 إلى 0.8 في مطلع 2012 وما يزال في طور الانخفاض.
3-انخفاض الصادرات:
تشمل الصادرات ما مجموعه 40% من الحركة الاقتصادية الإسرائيلية وخلال الأشهر الأولى من العام الحالي وللمرة الثالثة على التوالي ينخفض المعدل إلى 2.5%. وتبلغ نسبة صادرات إسرائيل إلى أوربا (التي تعاني من ركود اقتصادي) تقريباً 35% و الـ 25% الباقية يتم تصديرها إلى أمريكا التي تواجه أزمة اقتصادية أيضاً، كما أدت المخاوف من انخفاض معدل النمو الاقتصادي إلى أن يخفض البنك الإسرائيلي للمرة الثانية الفائدة في أواخر شهر حزيران.
4-انتشار الفقر والبطالة:
"استنلي فيشر" رئيس البنك المركزي الإسرائيلي خلال انعقاد مؤتمر في جامعة بار ايلان تحت عنوان الغموض العالمي والسياسة الاقتصادية الإسرائيلية قال: "هناك مشكلة كبيرة تعم إسرائيل وهي مشكلة الفقر وحلها يعتبر من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي".
خلال السنوات الأخيرة ازادت بشكل كبير الطبقة التي تعيش تحت خط الفقر حيث كانت في2001 تشكل نسبة 18% من الإسرائيليين وفي 2011 وصلت النسبة إلى 23.6%.
والجدير بالذكر أن الطبقة الفقيرة في هذا الكيان ليست متوزعة بشكل متساوي بين المجموعات الاجتماعية والعرقية حيث أن 60% من الطبقة الفقيرة من سكان الأراضي المحتلة هم من العرب اليهود ويهود الحريديم (أصوليون يقيمون طقوسهم الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية وهم النسخة السلفية في الدين اليهودي) وتشكل هاتين المجموعتين 25-28% من التعداد الكلي لسكان إسرائيل. من جهة أخرى وطبق أخر إحصاء فإن الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء. المعدل الجيني هو المقياس المتعارف عليه لقياس هذه الهوة حيث وصلت من 35.5 في2001 إلى 39.2في 2008 واستناداً على إحصاءات مركز الاحصاء الرسمي في هذا الكيان فإن معدل البطالة في إسرائيل ارتفع من 5.4% في العام الجاري ليصل إلى 6.7% في وسط العام نفسه وهذا رقم غير مسبوق منذ أواخر 2010 وحتى الآن.
5-ارتفاع الدين الخارجي:
تصاعد معدل الديون الخارجية لإسرائيل بشكل تدريجي منذ عام 2000 حتى الآن، ووصل حجم الدين في عام 2011 إلى 89.68 مليار دولار حيث سجلت زيادة 4.7% نسبةً بعام 2000.
6-تفشي الفساد الاقتصادي:
هبطت إسرائيل في جدول ترتيب الفساد لعام 2011 إلى المرتبة 36. وكانت تعد في 2010 الدولة الثلاثين في معدل الفساد على مستوى العالم حيث وصلت بعد سقوطها 6 مراتب إلى المرتبة 36. وهي أدنى مرتبة يصل إليها هذا الكيان منذ تاريخ دخوله إلى مؤشر منظمة الشفافية الدولية. وتعتبر إسرائيل أكثر دولة في الشرق الأوسط ينتشر فيها الفساد متقدمة على الديكتاتوريات العربية مثل قطر والسعودية اللتان تحتلان المراتب 22و28 في مؤشر الفساد. وأحد المطالب الرئيسية التي يطالب بها الناشطين في الحركة الاحتجاجية في إسرائيل هي رقابة أكثر على المؤسسات ومنع المحسوبيات ويعتبرون الفساد أحد الأسباب الرئيسية للظلم الاجتماعي.
قال أمون ديك ((Amnon Dick العضو في منظمة الشفافية الدولية في إسرائيل: ينبغي قرع جرس الخطر في وجوه السياسيين والمسؤولين في هذا البلد بعد التصنيف المحبط لإسرائيل والدرجة التي حصلت عليها. كما تبدو إسرائيل اليوم أقذر من السابق لدى المنظمات الدولية الهامة وهذا سيوجد لها صعوبات اقتصادية.
مستقبل إسرائيل الاقتصادي:
كما يشاع فإن بعض المشكلات التي يعاني منها الكيان الصهيوني تتمثل في استمرار أزمة الرأسمالية في أوربا وأمريكا والتي انتقلت بالتدريج وأثرت على الاقتصاد الإسرائيلي المرتبط بعلاقات واسعة مع الغرب. بحث الاحصاءات الاقتصادية في هذا الكيان يؤيد الكلام الذي ذكرناه سابقاً. لذلك مع تصاعد الركود الاقتصادي واتساع الأزمة الاقتصادية في أوربا فإن الإسرائيليين سينتظرون ظروفاً اقتصادية صعبة.لكن ليست هذه كل المشكلات هناك قسم أخر من المشكلات الاقتصادية الإسرائيلية ناشئ عن الميزانيات المخصصة للجيش وتأمين أمن المستوطنات. باعتراف مركز الدراسات الإسرائيلية "ادفا" فإن النفقات التي تخصصها الحكومة الإسرائيلية لتأمين أمن كل فرد من سكان المستوطنات هي أكثر بمعدل 23% من النفقات المخصصة للناس العاديين.
طرحت هذه القضية في توصيات تقرير الهيئة التي تدعى "تراختن برك"، تشكلت هذه الهيئة العام الماضي بعد ظهور الاضطرابات الشعبية، وظيفتها إجراء مفاوضات مع المجموعات المختلفة وإعداد فهرس بالمطالب التي يمكن تحقيقها لعرضها على الفريق المتشكل من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى في مكتب رئيس الوزراء. وكان أحد أهم توصيات التقرير النهائي الذي أعدته هذه الهيئة يتعلق بـ "خفض الميزانية العسكرية".
على ما يبدو ونظراً لرفض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين هذه التوصية فإن هذا الأمر لن يحدث أبداً. في الواقع تحولات الصحوة الإسلامية وسقوط حلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة جعل هذا الكيان يشعر بقلق أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للوضع الأمني والعسكري. من جهة أخرى السياسة التي ينتهجها نتنياهو في تضخيم التهديد الإيراني لن يكون أمراً مساعداً في خفض الميزانية العسكرية، لذلك مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي ليس له وجهة واضحة ولا يستطيع هذا الكيان أن يأمل بمساعدات من أوربا وخصوصاً من أمريكا، فهذه المرة حلفائهم يعانون من مشكلات اقتصادية متصاعدة ومتسارعة.
من المسلم به أن الاقتصاد يشكل حيزاً هاماً في قوة أي دولة أو نظام والمشكلات الاقتصادية تؤدي إلى خسارة المقدرة والقوة التي تملكها أي دولة. وإسرائيل ليست مستثناة من هذه القاعدة.
الأزمة الرأسمالية في الغرب لن تتوقف عند سقوط بعض الحكومات ومن الممكن أن يكون لهذه القضية في إسرائيل تبعات كبيرة وعلى نطاق واسع.
منذ تأسيسها أكدت إسرائيل دوماً على إيجاد مناخ مناسب لمواطنيها وخلق رغبة لدى اليهود في العالم للهجرة إلى فلسطين المحتلة وتعتبر هذه اللاءات من القواعد الرئيسية للحفاظ على هذا الكيان واستمرار وجوده. لكن الظروف الحالية ومن خلال دومينو إضرام النار في أجساد المحتجين تحولت إلى تحدي جدي لهذا الكيان. بالإضافة إلى أن المجتمع الإسرائيلي يواجه ظروف متصاعدة من اليأس وفقدان الأمل نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة.
أحد استطلاعات الرأي الأخيرة حول أسباب اليأس وفقدان الأمل تظهر أن 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأوضاع الاقتصادية هي السبب الرئيسي لتفشي حالة اليأس المتصاعدة بين سكان الأراضي المحتلة .
لذا فإن الصهيونية هي فلسفة مبنية على وجود دولة يهودية تدعو اليهود من كل أنحاء العالم للهجرة إلى أرض فلسطين، و إن أي تحرك يخالف هذا الهدف كترك اليهود لإسرائيل أو عودة المهاجرين الذين قدموا من قبل إلى إسرائيل إلى أوطانهم الأصلية، هي حقيقة تتضاد مع أمال وأهداف الصهيونية.
نظرة بسيطة على معدل الهجرة إلى إسرائيل والذي بدأ بمطلع عام2008 يظهر انخفاض رغبة اليهود بالهجرة إلى أرض الميعاد كما يسوق لأرض فلسطين المحتلة. ولا يشكل هذا الأمر من حيث الايدولوجيا والقوام البشري تحدي مهم فقط بل يمكن عدّه تهديد أمني أيضاً ويضع هذا الكيان في منحدر السقوط.
النقطة المهمة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار في دراسة احتجاجات الإسرائيليين تصنيفها على أنها حركة اجتماعية لا تنحصر بالمشكلات الاقتصادية فقط بل يجب أن ننظر من خلال المطالب الاقتصادية إلى الجذور العميقة لهذه الاحتجاجات. لذلك لفهم صحيح لهذه الاحتجاجات يجب عدم إغفال القضايا السياسية والاجتماعية.
تُرجم عن: برهان
الجمل : قسم الترجمة
ليست هناك تعليقات