Breaking News

حــــوار مع نفسي بلا مشاكل


حــــوار مع نفسي
- لماذا تبتسمين؟
اجفلت للحظة وأنا اراني اسمع نفسي تسألني
فقد وجدت نفسي أمام المرآة كما أنا منذ زمن وأنا اصفف شعري
هل غبت عن الوعي أم تملكتني أفكار وروادتني أحاسيس
فوجئت بالسؤال ولم اعلم ماذا اقول، فقلت:
– نعم؟
رددت نفسي نفس السؤال
لما هذه الابتسامة السعيدة؟ هل تذكرهاا؟
اومأت برأسي بخجل وقد تخضبت وجنتي بحمرة خجلى والتمعت عيني بالسعادة
لاحقتني نفسي ثانية بنفس السؤال، وقد اصرت على المعرفة وقالت:
إنك تبنسم وقد ألتمعت عيناك، وهدأت أنفاسك كأنما ترغب في الغياب إلى حلم جميل فأخبريني بماذا تشعرين
حاولت أن أجد بداخلي الإجابة ولكن ضلت مشاعري الطريق، فأنطلقت أتحدث دون تفكير
“انه نفس الشعور
نفس الاحساس كلما تكلمناا ..كلما تحاورناا نفس الشعور”
ظهرت على نفسي سمات الدهشة وقالت:
– وهل تستطيع وصفه هذا الشعور؟
فأجبت دون تفكير
– صعب
إنه مثل المخدر يسري في اوصالي
إنه مثل الهواء يدخل في صدري
إنه مثل مجرى الدم في عروقي
إنه شعور غريب بالحاجة لهذا اللقاء
لتشعر بالحياة تدب من جديد في اطرافي
ويبدأ قلبي يدق من جديد
– ألست معي إنك تبالغين قليلا؟
-كلا، أبدا فهذا اقل بكثير مما أشعر
لأنني حقا أشعر انني قاربت الموت، وقد أعطانتي هى قبلة الحياة
لتستعيد حياتي معنى الوجود
– وهل لي أن أسأل؟
– لا لا تسألي، لأنني لا أملك الإجابة
لا تسأليني ما النهاية
لإنني لا أعلم ما النهاية فكما أنا لا أعلم كيف كانت البداية
ولا أريد أن أعلم
فأنا لا أريد أن تنتهي
لا أريد أن أستيقظ يوما لا أنتظر سماع صوته
لا أريد أن أخلد الى نومي لا أبغي أن يقابلني في أحلامي
لا أريد أن لا أعيش على أمل لقاءه القادم أو حلاوة لقائه السابق
تبادلت انا ونفسي النظرات طويلا وقد ساد الصمت الأجواء
لم يبق غير صوت الهواء يتردد في أصداء صدري وصوت دقات قلبي وهي تردد بداخلي ألا أخاف ولا أخجل من الاعتراف بما بداخلي لنفسي
تنهدت نفسي وأشاحت بوجهها وهي تسألني:
إني أتسأل ماذا فعلت ليستحق كل هذا منك؟
إختلج صوتي وأنا اقول:
لقد فعلت ما لم يفعل غيرها
لقد أعطانتي بلا مقابل
رفعت من شأني أمام نفسي
سبر أغوار حياتي دون أن تخدش كبريائي
جعلنتي أشعر برجولتى دون أن أشعر بخجل
صرت معها ملك متوج على عرش القلوب
ترقرقت الدموع في عيني وأنا ما زلت أتكلم:
لقد جعلنتي أعلم ما بداخلي وتعلمت منها أن أقدرها
لقد علمت قيمة حياتي
فقط وأنا بجانبها
شعرت أن نفسي أصابها نفاد صبر وهي تردد:
لا اعتقد انه اعطتاك بلا مقابل، لإنك أعطيتيها من وقتك ومن قلبك ما يكفي
وهى لم ترفع من شأنك بما ليس فيكي
وأنت من سمحت لها بسبر أغوارك
وقد جعتلك ملك متوج ولكن بلا عرش
أرتفع صوت نفسي داخلي وهي تصيح:
إين أنت من حياتها؟
هل توجتك على عرشها؟ أم ترككت تتخيل وتعيش أحلامك وحدك؟
إين هى من أيامك؟
هل تستطيع أن تصالحك مع نفسك؟
هدأت أنفاسي قليلا وأنا أفكر فيما قالت نفسي وحاولت السيطرة على مشاعري قدر الإمكان
وأخذت أفكر قليلا
هل حقا لم أتصالح مع نفسي؟
هل هذا الجدال يعني أني مخطئ؟
هل ينتهي هذا النقاش بعدم رضا نفسي عني؟
ولكن لما؟
إن ما ترتضيه أنا سترتضيه نفسي
وإن ما أحتجت أنا، هو ما احتاجته نفسي
وإنه هى حقا كل ما احتاجته نفسي لنفسي
فأنا لا أريد منها حقا أكثر من مجرد وجودها في حياتي
فهذا الوجود يعطيني من الثقة بنفسي ما يجعلني أستطيع الحياة
فما استنشقت هواءا الا لثقتي إنه خارج لا محالة
وهو أعطاني مثل هذه الثقة
كم جميلة هي الحياة وأنت تعلم إن هناك من تستطيع الإعتماد عليه
كم هي جميلة وأنت متأكد أن هناك من يصد عنك الشرور والحقد والحسد
كم هي جميلة وأنت تعلم أن هناك من يسمع مشاكلك دون كلل أو ملل
وكم هي ممتعة هذه الحياة وأن تعلم أن هناك من يشاركك أمالك وفرحك وحزنك وضحكك ودموعك
وكم هي ناشية هذه الحياة وأنت تعلم أن دموعك لن تغادر خديك إلا على أصابعه وهو يجففها عنك وقد شعرت بدفئه بجانبك
يا نفسي إن وجوده في حياتي هو تصالحي معك
أتتذكرين كم من الليالي نسجت أحلاما خيالية، بلا أبطال أو أبطال أوهام
واﻵن لدي بطلتي لأحلم به
أليس هذا تصالح مع النفس؟
أتتذكرين كم من الليال رهبت النوم كي لا أحلم بفراغي
واﻵن أناجيها كي تزورني في أحلامي
أليس هذا تصالح مع النفس؟
أتتذكرين كم الفراغ الذي كنا نعانيه في حياتنا
واﻵن قد فاضت حياتي بما ملأها بمشاعرها وعواطفها
أليس هذا تصالح مع النفس؟
أتتذكرين هذا الوجه الزائف الباسم الذي كنت أرتديه كل يوم لأبعد السؤال عن حزن نظراتي
واﻵن صوت ضحكاتي تشق عنان السماء
أليس هذا تصالح مع النفس؟
أتتذكرين كثرة الأصدقاء وما منهم قريب
واﻵن لدي الصديق والرفيق والحبيبه والشقيقه والأم والعشيقه
أليس هذا تصالح مع النفس؟
يا نفسي أن وجودها في حياتي هو تصالح مع النفس
فكل مشاعري الطيبة ما هي الا نداء بداخلي لنتصالح ولتعلم نفسي قيمتها واحتياجاتها
وتعلم نفسي أن جدالي معك هو ليس نقاش وجدال ولكنه
حوار لنتصالح
حوار لنتصافى
حوار لتسعدي معي بما أشعره
ولتظل حياتي دوما معه بلا جدال
بلا مشاكل
ولتظل حياتي معه كأنها
حوار مع النفس

لا لا . انه الامل انه الحلم انه المطلب للنفس والروح والبدن . واذن فلنعمل جاهدين غير ماللين ولا سائمين دون كلل منا ولا ملل .فما الحياة الا امل . وما تحقيقه بغير عمل . وما الوصول الي مانصبوا سوي ببذل الجهد واخذ باسباب غير عابئين بنظرات الاخرين بلا حرج من الاعراف المتراكمة من اهل الجهل من حولنا . وما هي الا من ركام الجاهلية والبعد عن مباحات الشريعة كي تصبح الحياة من حولنا متاحة مباحة فلا كلل ولا ملل دون الوصول الي مانبتغيه من تحقيق للامل .

ليست هناك تعليقات