الحب الأفلاطوني
الحب الأفلاطوني
الحب :هو أنبل شعور قد يحمله شخص تجاه شخص آخر ,فهو يحتضن كل المشاعر الراقية في شعور واحد ,يجعلك تحس أنك شخص مختلف شخص يملك الدنيا بين يديه ,ويملك قوة ليست ككل القوى , يتجسد ذلك في تعريف أفلاطون للحب :" هو حالة عاطفة أو حب غير مرتبطة بشهوة إنما هي صداقة قوية " هذا المفهوم الذي ذكره أفلاطون ,وسمي باسمه ,هو في الحقيقة المعنى الأصلي للحب ,وهو أن تشعر بالسعادة لا لشيء, سوى لوجودك بين أحبابك تنظر إليهم وينظرون إليك
وتأكيدا على ذلك فإذا لا حظت في شعر قيس أوجرير أوغيرهم من المحبين فمجمل أشعارهم كانت في إطار الأخلاق وكان هدفهم الزواج من محبوبتهم .
أما المعاني المتداولة حاليا والتي يروج لها في الأفلام و الجرائد ,وينشرها بين المراهقين بعض ممن أرادوا إسقاط القيم والأخلاق من أحاسيس الناس ,أو بالأحرى إسقاط الناس في براثين الخلاعة والتفسخ, ثم مسح كل ذلك بممسحة سموها الحب, حتى صارت هذه الكلمة أقرب إلى المجون يتحرج كل ذي قيم عن نطقها أمام أهله وعشيرته ممن يحب .
إن المشكل الأعمق لا يتوقف عند هذا الحد ,فليس هذا المصطلح وحده من يعاني من هذا التحريف وسلخ المصطلحات عن معانيها ,والخلط بشكل مقصود بين مقاصدها السامية النبيلة, وبين أفعال دنيئة يمطر لها الجبين , وتشمئز منها كل فطرة سوية .
على إثر ذلك أصبح أغلب الناس مرضى نفسانيين, يتأرجحون بين ما يعرفون من حقيقية ,وبين ما أضحى ينثر على مسامعهم في وسائل الإعلام من مفردات مخالفة ,تجرهم نحو التجرد عن هويتهم ,وإلحاقهم بقطار العولمة النثن ,الذي يعتبر الحياة مادة تقوم على المال وتنفي كل المشاعر المجردة, لتقيم على أنقاضها ما تسميه المشاعر الملموسة, والتي تجعل الحب مادة كالخبز , تباع في الطوابير وعلى الأرصفة يشتريها الأغنياء أصحاب السيارات الفارهة والشيكات التي تغمرها الأصفار .
نتيجة لذلك, نسمع عن الشقاء والتعاسة والإنتحار ,الذي يقدم عليه أغلب هؤولاء المترفين ,فبالرغم من كل تلك الأموال والأشياء التي استطاعوا شرائها ,لم يستطيعوا شراء شيء واحد هو السعادة, الغاية الأسمى . بينما نجد السعادة لدى البسطاء القنوعين وحتى لدى الأغنياء الذين حافضوا على قيمهم وأخلاقهم .
أما دعاة هذا المنهج المتحلل فقد اتبعوا وسائلهم التي صنعوها بشراهة , حتى اختلطت عليهم وأدمنوها ,فأصبحت هي الغاية بحد ذاتها, ومن خشب الشجرة التي زرعوا صُنِع نَعشُهم...
ليست هناك تعليقات