تــــــــــــازة: ذاكــــرة مــقـــــاوم : الطالب محمد .
تــــــــــــازة: ذاكــــرة مــقـــــاوم : الطالب محمد .
يحكي هذا الرجل الذي تجاوز الثمانين بثلاث سنوات أنه كان مكلفا بتوزيع المناشير المكتوبة باللغة العربية والفرنسية على الجنود المغاربة الموجودين ضمن صفوف الجيش الفرنسي أنذاك، تلك المناشير التي كانت تتضمن في موضوعها نداء موجها للجنود المغاربة يحثهم على الفرار بسلاحهم و الالتحاق بصفوف جيش التحرير بجبال الريف.
كيف كان يتم ذلك ؟
يحكي السيد محمد الطالب أنه لإنجاز تلك المهمة كان يمتهن حرفة قهواجي متنقل يجوب أطراف المدينة ليقتحم الثكنة العسكرية مناديا طابي ! طابي – وغلاية البن تفور فوق المجمر المربوط بها.
كلمة طابي ! طابي، يحكي عنها المقاوم محمد الطالبي أنها كانت كلمة سر تعني الفرار إلى الجبال لنصرة جيش التحرير شريطة أن لا يغادر الجندي الثكنة إلا وسلاحه معه. وقد نجح في إقناع كل من ابن الصافية محمد وقدور بن أحمد، والجيلالي وبوشتى بالإضافة إلى اثنين من الجنود الفرنسيين، وهما برهولمي روسال، وايبارط رميم كما تثبت ذلك شهادة المقاومة المحررة بتاريخ 28 يونيو 1956 والموقعة من طرف الكاتب العام لأعضاء المقاومة وجيش التحرير بحبل بوسكور.
وإن حدث ووقع الفرار من الثكنة كما قدمنا، يلتحق الجندي الفار ببيت الطالب بمحطة القطار الذي كان عبارة عن كوخ من القصدير ليظل هناك حتى قدوم عبد السلام الجبلي مراسل جيش التحرير كما سماه الطالب فيلبسونه جلبابا وعمامة ويصحبه إلى الجبل وبالضبط ابتداء من تاريخ 1955/10/25 كما هو مبين بوثائق المقاومة التي بحوزة الرجل الذي يحكي للجريدة.
ولا زال الرجل يتذكر الواقع باللحظة والساعة والتاريخ مثل حصل يوم 1956/02/26 لما نزلت القوات الفرنسية بمنزله حوالي الساعة الثانية ليلا بأمر من الكولونيل هيبر واقتحموه ثم شرعوا في التفتيش فوجدوا مفرقعة واحدة من نوع كاروي ودخيرة من الرصاص فاعتقلوه وزجوا به في السجن العسكري الفرنسي إلى أن عاد المغفور له محمد الخامس من منفاه وأفرج عنه مع باقي السجناء.
يحكي المقاوم الطالب أنه لما قابل القائد العسكري بعد أن ألقي القبض عليه، صرخ في وجه جنوده قائلا لهم أنتم دي جويف لماذا أتيتم به حيا، فأجابه المقاوم وها أنا بين يديك فافعل بي ما تشاء لكنك لن تبقى في أرضنا أبدا.
وفي سنة 1957 تسلم مهمة شيخ بالبلدية في أول دفعة من شيوخ مرحلة الاستقلال. قصر البلدية الذي لازال الرجل يتذكر اسم المهندس الذي بناه، توشيكي وهو من أصل روسي وبجنسية فرنسية.
أما البلدية قبل الاستقلال فكانت بتازة العليا بالمرشي المجاور لمصلحة البريد أحراش، والعمالة بمقر دائرة غياثة التي ظلت لفترة تحت قيادة القبطان كورتيزي.
أما مقر الدائرة الثانية للشرطة بتازة العليا فكان مقر غرفة التجارة والفلاحة ترأسها كل من محمد بناني والطاسي لتتحول بعد الاستقلال إلى مقر العمالة يدير شأنها العامل لخياري كأول عامل بعد الاستقلال، وهو ضابط سابق في الجيش الفرنسي متقاعد اشتغل خليفة للباشا قبل توليه عامل عمالة تازة.
أما أول باشا في تازة المدينة بعد الاستقلال فهو عبد القادر العياشي الذي كان يشتغل منصب مدير البنك الجزائري المعروف اليوم بنك التجاري وفابنك قبالة عمارة الحبوس بذراع اللوز ، وأول قائد بعد الاستقلال هو أحمد الزماني الذي جيء به من وادي أمليل حيث كان فقيه مسجد هناك ، وأول طبيب خاص هو الدكتور ابن عيش بتازة العليا وبعد سنوات قليلة انتقل إلى خدمة القصر الملكي بالرباط.
هكذا أمدنـا المقـاوم الطـالب بصـورة مختصرة عن تشكل السلطة بتازة وإدارتها فيما بين 1955 و 1957 و 1958.
أما عزله من منصبه كشيخ فيعود إلى سنة 1976 بعد أن تعرض لطرد تعسفي بعد قضاء 23 سنة في خدمة مصالح البلدية على يد عامل تازة أنذاك أحمد لعلج وباشا المدينة عبد القادر المرزوقي، لسبب بسيط كما صرح وهو عدم رضوخه لطلب المسؤولين الذي أمروه بتزوير الانتخابات آنذاك لأن المغفور له الحسن الثاني كان قد دعى إلى انتخابات حرة ونزيهة ويعاقب كل من زورها.
ولازال السيد المقاوم محمد الطالب لم يحصل حتى لحظة كتابة هذه السطور على تعويض 23 سنة التي قضاها كشيخ بعد ان راسل جهات عديدة بخصوص قضيته كان آخرها شكاية مقدمة إلى وزير الداخلية شكيب من موسى بتاريخ 2006/10/01.
وللقراء الكرام نسخة من منشورات 1955 التي كانت المقاومة توزعها وهي محفوظة بكل عز وأمان عند المقاوم محمد الطالب ونحن شاكرين له ثقته فينا.
يحكي هذا الرجل الذي تجاوز الثمانين بثلاث سنوات أنه كان مكلفا بتوزيع المناشير المكتوبة باللغة العربية والفرنسية على الجنود المغاربة الموجودين ضمن صفوف الجيش الفرنسي أنذاك، تلك المناشير التي كانت تتضمن في موضوعها نداء موجها للجنود المغاربة يحثهم على الفرار بسلاحهم و الالتحاق بصفوف جيش التحرير بجبال الريف.
كيف كان يتم ذلك ؟
يحكي السيد محمد الطالب أنه لإنجاز تلك المهمة كان يمتهن حرفة قهواجي متنقل يجوب أطراف المدينة ليقتحم الثكنة العسكرية مناديا طابي ! طابي – وغلاية البن تفور فوق المجمر المربوط بها.
كلمة طابي ! طابي، يحكي عنها المقاوم محمد الطالبي أنها كانت كلمة سر تعني الفرار إلى الجبال لنصرة جيش التحرير شريطة أن لا يغادر الجندي الثكنة إلا وسلاحه معه. وقد نجح في إقناع كل من ابن الصافية محمد وقدور بن أحمد، والجيلالي وبوشتى بالإضافة إلى اثنين من الجنود الفرنسيين، وهما برهولمي روسال، وايبارط رميم كما تثبت ذلك شهادة المقاومة المحررة بتاريخ 28 يونيو 1956 والموقعة من طرف الكاتب العام لأعضاء المقاومة وجيش التحرير بحبل بوسكور.
وإن حدث ووقع الفرار من الثكنة كما قدمنا، يلتحق الجندي الفار ببيت الطالب بمحطة القطار الذي كان عبارة عن كوخ من القصدير ليظل هناك حتى قدوم عبد السلام الجبلي مراسل جيش التحرير كما سماه الطالب فيلبسونه جلبابا وعمامة ويصحبه إلى الجبل وبالضبط ابتداء من تاريخ 1955/10/25 كما هو مبين بوثائق المقاومة التي بحوزة الرجل الذي يحكي للجريدة.
ولا زال الرجل يتذكر الواقع باللحظة والساعة والتاريخ مثل حصل يوم 1956/02/26 لما نزلت القوات الفرنسية بمنزله حوالي الساعة الثانية ليلا بأمر من الكولونيل هيبر واقتحموه ثم شرعوا في التفتيش فوجدوا مفرقعة واحدة من نوع كاروي ودخيرة من الرصاص فاعتقلوه وزجوا به في السجن العسكري الفرنسي إلى أن عاد المغفور له محمد الخامس من منفاه وأفرج عنه مع باقي السجناء.
يحكي المقاوم الطالب أنه لما قابل القائد العسكري بعد أن ألقي القبض عليه، صرخ في وجه جنوده قائلا لهم أنتم دي جويف لماذا أتيتم به حيا، فأجابه المقاوم وها أنا بين يديك فافعل بي ما تشاء لكنك لن تبقى في أرضنا أبدا.
وفي سنة 1957 تسلم مهمة شيخ بالبلدية في أول دفعة من شيوخ مرحلة الاستقلال. قصر البلدية الذي لازال الرجل يتذكر اسم المهندس الذي بناه، توشيكي وهو من أصل روسي وبجنسية فرنسية.
أما البلدية قبل الاستقلال فكانت بتازة العليا بالمرشي المجاور لمصلحة البريد أحراش، والعمالة بمقر دائرة غياثة التي ظلت لفترة تحت قيادة القبطان كورتيزي.
أما مقر الدائرة الثانية للشرطة بتازة العليا فكان مقر غرفة التجارة والفلاحة ترأسها كل من محمد بناني والطاسي لتتحول بعد الاستقلال إلى مقر العمالة يدير شأنها العامل لخياري كأول عامل بعد الاستقلال، وهو ضابط سابق في الجيش الفرنسي متقاعد اشتغل خليفة للباشا قبل توليه عامل عمالة تازة.
أما أول باشا في تازة المدينة بعد الاستقلال فهو عبد القادر العياشي الذي كان يشتغل منصب مدير البنك الجزائري المعروف اليوم بنك التجاري وفابنك قبالة عمارة الحبوس بذراع اللوز ، وأول قائد بعد الاستقلال هو أحمد الزماني الذي جيء به من وادي أمليل حيث كان فقيه مسجد هناك ، وأول طبيب خاص هو الدكتور ابن عيش بتازة العليا وبعد سنوات قليلة انتقل إلى خدمة القصر الملكي بالرباط.
هكذا أمدنـا المقـاوم الطـالب بصـورة مختصرة عن تشكل السلطة بتازة وإدارتها فيما بين 1955 و 1957 و 1958.
أما عزله من منصبه كشيخ فيعود إلى سنة 1976 بعد أن تعرض لطرد تعسفي بعد قضاء 23 سنة في خدمة مصالح البلدية على يد عامل تازة أنذاك أحمد لعلج وباشا المدينة عبد القادر المرزوقي، لسبب بسيط كما صرح وهو عدم رضوخه لطلب المسؤولين الذي أمروه بتزوير الانتخابات آنذاك لأن المغفور له الحسن الثاني كان قد دعى إلى انتخابات حرة ونزيهة ويعاقب كل من زورها.
ولازال السيد المقاوم محمد الطالب لم يحصل حتى لحظة كتابة هذه السطور على تعويض 23 سنة التي قضاها كشيخ بعد ان راسل جهات عديدة بخصوص قضيته كان آخرها شكاية مقدمة إلى وزير الداخلية شكيب من موسى بتاريخ 2006/10/01.
وللقراء الكرام نسخة من منشورات 1955 التي كانت المقاومة توزعها وهي محفوظة بكل عز وأمان عند المقاوم محمد الطالب ونحن شاكرين له ثقته فينا.
ليست هناك تعليقات